الخميس، 25 سبتمبر 2014

كلبي الحميم

ينتظرني الحب
ككلب لاهث
على ناصية حياتي ،
اللحظات التي تفصلنا 
عن عقري،
أو الارتماء تحت قدمي
تسبح في صمت ثقيل ،
يحدق فيها كل منا في الأخر
ليقيس مدى القدرة على الإيذاء.

أتحصن داخلي - أحياناً-
من طول الانتظار،
أصنع دروعاً من قصائد 
تتحدث عن الحب،
أبني متاريساً آمنة
من أحلام 
عن الحب 
أو أتسلى بصنع قلائد حرب
على شكل قلوب.

أتناسى كلبي 
المنتظر في مسافة 
تتناقص أحياناً
تحت قدميه
- حسبما يحلو له-
لينقض فجأة 
ويلعق قلبي
بلا تمهيد
أو ينزع غلالات القصائد
أو يرميني بسهم من فراشات 
ويزمجر،
ثم يعود إلى 
نقطة ارتكازه.

حدث أيضاً 
أن عقرني كلبي العزيز
في القلب 
وفي العقل
مرات عديدة،
وحدث أن لكمني وطرحني أرضاً،
هنا ،
حيث لا أغير أبداً
نقطة ارتكازي
من الساحة .

الاثنين، 22 سبتمبر 2014

عن الشعر ...

لا أعرف 
إن كان الشعرُ 
أمراً جيداً،
على وجه الدقة :
لا أعرف 
لماذا ...

لذا أخفيه كأمر
مُخل
كَسِرٍ يندى له 
جبين العقلاء،
كعِري شخصي خاص،

ذلك أن العالم
يرى أنه يفسدني
ويهدم عمود
الرضا الفضيل 
في حياتي،
أو يجعلني مجنونة 
جنوناً مؤقتاً،
نوباته خطر على 
استقرار الكهف 
- أعظم تطور للبشرية -

لذلك أَخبِئ قصائدي
لدي جذوع الأشجار
علّها تطرح 
غابات برية،
وأكتفي بالنظر
لأسراب الطيور المهاجرة
وملاحقة حلمها 
في العودة 
ذات يوم
للوطن ...

الخميس، 18 سبتمبر 2014

بتر

هذه قصيدة 
مائلة قليلاً
كجدار حزين 
لبيت قديم،
كإمرأة مبتورة 
القلب
لكنها لا تهتم ،
ولا أحد يهتم...

من يعبأ بالقلب
عندما يخون الجسدُ
الروحَ مراراً ؟
لأن العالم سبق
ودعس الجسدَ
مراراً،

ذلك أن العالم
في الواقع
مبتور
القلب ....

الأحد، 14 سبتمبر 2014

سنابل

رغم الملح المنثور
في حقول القلب
دعنا نبذر فيها 
قمح القصائد 
لسبع سنوات شعرية
متتالية،
تحسباً لسنوات الوجع 
العجاف...

لنذر السنابل بلا حصاد
تهتز لأبدية 
عند رؤيانا :
"تهتز الزروع فرحاً
لرؤية الفلاح"
ههكذا ألقى لي
غريب بتعويذته 
ذات مرة ورحل...

دعنا نفرح بغرسنا 
تحت الشمس وتحت القمر،
دعنا نحرس هذا الطرح
داخل هذه القصيدة ،
ونمكث بها حتى ينسحب الملح
من القلب،
ويشتد الحلم قليلاً،

بعدها قد نستدير للعالم 
بسنابل حكايا 
لا تنتهي ،
تنمو على أصابعنا،
تفيض على الوجع،
تفيض كنهر،
وتكفي السنوات العجاف ....

الأربعاء، 10 سبتمبر 2014

تحرر

أريد أن أحرر هذه القصيدة
من الزمن المضارع
وضمير المتكلم
في "أريد" و "أحرر"،
من الفقد والألم
عابري القرون ،
من هيستريا المرح والحب،
من الأساطير،
من الظلمة والذئب،
من هاجس العالم الملطخ بالخارج ...      
لتعود سهلة ، منبسطة
وطيبة
لمستحقيها الحقيقين،
للمتعبين ،
لحاصدي القمح
ولجامعي الياسمين،
للحطابين
والرعاة
على حواف الأرض
النيئة.

أريد أن أحررها ،
منهم 
منكم
ومني ...

الأربعاء، 3 سبتمبر 2014

مرثية إيزيس

في مرثيتها
تمد إيزيس صوتها
لتسحب أوزير من الرحيل
إلى الابدية،
ونحن في تهويدة المساء
نغني للموت
كي يذهب الصغار إلى النوم.

" أنت يا من أحببت الضوء،
لا تذهب في الظلام،
أنت يا من تحب صخب ونزق الحياة،
لا تذهب للعزلة ..."*
تنوح إيزيس
عبر كل هذه القرون باصرار:
عبر برديات مهترئة 
تتحدث عن الموت
(على وجه الدقة: الخروج في النهار)،
ثم في هذه القصيدة ...

تعالي يا إيزيس الشاعرة
أيتها الربة القديمة،
مُري "بعنخك" على هذه القصيدة
لتدب فيها بعض حياة
كما في مراثيكِ،
بعدما ندرت في الوادي
الذي تعرفين،
لا أريد أي خلودٍ لها،
لا،
فقط 
بعض حياة ...


* من كتاب الخروج في النهار ترجمة شريف الصيفي

الاثنين، 1 سبتمبر 2014

كما قال درويش

ربما قابلتك
اليوم
في شارع ما،
على ناصية قصيدة...
أنت على دراجة
وأنا في الاتجاه المقابل
أسحب حياتي
في حقيبة سفر متعبة ...
لم ترني
لم أركَ،
فقط في حلمي
السري
نزلت عن الدراجة
ابتسمت لي
وحملت عني يد الحقيبة
ثم اشتريت لي القهوة بالحليب
- كما قال درويش-
حسناً
ربما تماديتُ أيضاً:
رأيتنا عند زاوية جدار
تنظر لي
كـأني أخرى،
وعلى مهل تهبط على خدي
وتمنحني قبلة !