"ذات يوم (...) سألته : تيارنو كم عدد الأنوار الروحانية؟
فأجاب : يا صاحبي لست بالرجل الذي رأى كل الأنوار ، إلا إنني سأعرض لك ثلاثة أنوار رمزية.
النور الأول هو ما نأخذه من المادة بحكها أو احتراقها ، هذا النور لا يستطيع اشاعة الدفء أونشر النور إلا في مساحة محدودة ، وهو يماثل رمزياً إيمان العامة من البشر (...) في هذه الدرجة لا يستطيع الأتباع الذهاب أبعد من التقليد والسير على حرف ، فالظلمة والنقصان ما يحيط بهم، وبرودة عدم الفهم تجعلهم يرتعشون، فيظلون مكومين في ركن صغير لا يصدر عنهم إلا أقل صوت ممكن. هذا الإيمان هو ما يحرك المؤمنين في درجة الإيمان المسماة "بالصلبة".
النور الثاني هو نور الشمس ، وهو أرقى من الأول من حيث كونه أكثر شمولية وقوة وهو ينير كل ما يوجد على الأرض و يمده بالدفء، هذا النور يرمز للإيمان من الدرجة الوسطى على الطريق الروحي ، فهو مثل الشمس يزيح الظلمات ما أن يتصل بها ، وهو مصدر به حياة لكل الكائنات ويرمز للأنوار التي يصل إليها الروحانيون في درجة الإيمان "السائل"، فمثل الشمس (...) يرى هؤلاء كل ما يعيش تحت ضوء الشمس كإخوة ولا يحتقرون النور الأول لدوره الهام ، والنور الأول قد ينتقل من مكان لأخر ، قد يغير من شكله وقوته ، بينما نور الشمس يأتي دوماً من نفس المصدر ويظل ثابتاً عبر العصور .
النور الثالث هو مركز الموجودات ، هو نور الله ... ومن يجرؤ على وصفه؟
هو مجهول أكثر بريقأ من كل الأنوار مجتمعة، هو نور الحقيقة.
ومن يصل إليه يفقد ذاته ويصبح مثل نقطة ماء سقطت في نهر النيجر - بل في بحر سعته وحدوده لا منتهاه..."
ترجمة عن " تيارنو بوكار ... حكيم باندياجارا"