الجمعة، 15 أغسطس 2014

Robin Williams ...

تعرف يا روبن:
لم يكن من حقك هذا الموت الصاخب!
على الأرجح كان ملايين البشر يشاهدون أحد أفلامك ويقهقهون بينما تعانق الحياة هكذا لتصحبها معك وتقفز إلى الأبدية!
لماذا لم تختر موتاً سهلاً ولماذا لم تترك لنا خطاب وداع؟
 لماذا هذا الموت الإحتجاجي العنيف؟
لماذا لم تسمح للموت امتهانك وتركتنا هنا في امتهان مستمر من الحياة؟ 
لماذا يا روبن تبدو  ابتسامتك فجأة أنيناً أسأنا جميعا تفسيره؟!

تعرف يا روبن:
لا أحد ناقم عليك ..
كنا نظن أننا نضحك منك وعليك ، أنت المهرج (كنت)! 
لم يكن من حقك اختيار هذا الموت المخيف ، كان يجب أن تموت كمهرج : اوفردوز مخدرات أو كحوليات ، لم نكن لنهلع هكذا كنا سنفهم ونهز رؤوسنا بأسف ، ولكنك سخرت منا يا روبن وهذا يدعو للنقمة حقاً !
تعرف يا روبن:
مثلك أريد ان أغادر الحياة قبل أن تغادرني الحياة !
أريد موتاً لائقاً كمطلب أخير ..
عندها قد أغفر لك !
تعرف يا روبن:
لقد فضحتنا جميعاً،
لقد كشفت رغبتنا السرية في الرحيل! وكم نماطل في هذا العالم !
لقد كشفت جبننا أيضاً!


لقد وضعتنا جميعاً في مأزق ..
ماذا سنفعل الآن يا روبن ؟
You're free now
أما نحن فعالقون !!

هناك 6 تعليقات:

Ola يقول...

رحيله المفاجئ/ المتوقع هذا فضّ اكذوبة طفولية كبرنا عليها جميعًا.
رُبما كان عليه ان يرحل بهذه الطريقة العنيفة لكي نَفيق من غفلتنا.

لكن الامر المؤكد هو بأنه ترك اثرًا كبيرًا خلال حياته وبميتته ايضًا!

Zianour يقول...

علا وتد:

أنا مهتمة أفهم ما هي الاكذوبة التي كبرنا عليها؟ وما دلائل افاقتنا من غفلتنا؟
اما اطروحتك انه ترك اثراً كبيراً فأكبر دليل عليه هو انه جعلك تخاطرين بالتعليق لاول مرة هنا بهذا القطع على ان رحيله كان متوقع ، لماذا متوقع برأيك؟
كوني بخير يا علا :)

Lobna Ahmed Nour يقول...

أتمنى أمتلك شجاعته يومًا ما

Zianour يقول...

لا اظن ان في الأمر شجاعة يا لبنى!
انه اختيار بائس جداً وحزين.
موته أثار اسوأ هواجسنا وكشف الغطاء عما نتعامى عنه ولكننا ندركه ، ان العالم قمئ قمئ لدرجة ان المهرج ده تجرأ على الاختيار العنيف بمواجهة العالم وما يستدعيه لذلك نحن عالقون في الذهول من موته ، الموت يؤلم فقط الاحياء !
هذا هو ادراكنا الرمزي لموته كشخصية عامة ومحبوبة وكوميدية ، هذا الادراك شخصي جدا وربما لا علاقة له بشخصه كانسان متألم ولم يعد يحتمل عبء الوجود أو المرض او اي ما كان يعاني منه ..
انا اتحدث عن الرمزية في موته وكيف لامست داخل الجميع شيئا ما عميقا لازلت اتأمل به ، المناحة دي اتابعها بثلاث لغات في ثلاث اوساط مختلفة ..

انا ظني بك انك شجاعة يا لبنى على اي حال :) :*

Ola يقول...

اكذوبة ان الحياة جميلة.
فبرغم سذاجة هذه المقولة الا اننا بداخلنا نتمسك بها بكل قوة لئلا تتفلت الحياة من بين اناملنا. وقد كان لروبين ويليامز ولغيره من فرسان الشاشة والنهايات السعيدة الدور الكبير في هذا التمسك.
وبصراحة، لم يفاجئني ادمانه ولا كآبته ولا انتحاره
فأليس هذا حالنا كلنا ولو اختلفت التسميات والدرجات؟

شكرًا لردك، حقًا :)

Zianour يقول...

الحياة جميلة ، قد تكون هذه اكذوبة او تكون حقيقة ، يعتمد الامر على الزاوية التي نرى بها الحياة ... أظن أن المشكلة ليست الحياة بقدر ما هي توقعاتنا من هذه الحياة ، أصبح ادراكنا لذواتنا اكبر بكثير مما فعله السابقون ، انتي مثلا يا علا الجميلة مدركة ان الحياة اكذوبة ولديك اليقين والقوة اللازمة لتاكيد ذلك وذلك لان ادراكك لنفسك ولوجودك لا يسعدك وانتِ محقة تماما في ذلك ولك الحق في اطلاق ما يحلو لك من احكام ...
الامر الاخر انا لا ارى اي شيئ بطولي في عدم تفاجئك من موته ، او التصريح بذلك ، ولانني تعملت مع الوقت ان ارى ما خلف الكلمات لان الكلمات خادعة جدا بقدر ما هي كاشفة ، اريد ان اقول لك يا علا: أنا مدركة تماما انك تعانين بدرجة ما وانك حانقة على الحياة غير العادلة ، أشعر بغضب ما ، ولكن لكي ترين بشكل افضل يجب ان تنظري داخلك وتفهمي غضبك وتتعايش معه ...
شكر ا لك يا علا (اتمنى ان يكون الاسم صحيحا) شكرا لحوارك وشكرا لتلك القطعة من روحك التي تطل علي من وقت لاخر والتي سمحتي لي برؤية جزء منها اليوم :) كوني بخير وبسكينة :)