الثلاثاء، 1 ديسمبر 2009

أنـــــــوار

"ذات يوم (...) سألته : تيارنو  كم عدد الأنوار الروحانية؟
فأجاب : يا صاحبي لست بالرجل الذي رأى كل الأنوار ، إلا إنني سأعرض لك ثلاثة أنوار رمزية.

النور الأول هو ما نأخذه من المادة بحكها أو احتراقها ، هذا النور لا يستطيع اشاعة الدفء أونشر النور إلا في مساحة محدودة ، وهو يماثل رمزياً إيمان العامة من البشر (...) في هذه الدرجة لا يستطيع الأتباع الذهاب أبعد من التقليد والسير على حرف ، فالظلمة والنقصان ما يحيط بهم، وبرودة عدم الفهم تجعلهم يرتعشون، فيظلون مكومين في ركن صغير لا يصدر عنهم إلا أقل صوت ممكن. هذا الإيمان هو ما يحرك المؤمنين في درجة الإيمان المسماة "بالصلبة".

النور الثاني هو نور الشمس ، وهو أرقى من الأول من حيث كونه أكثر شمولية وقوة وهو ينير كل ما يوجد على الأرض و يمده بالدفء، هذا النور يرمز للإيمان من الدرجة الوسطى على الطريق الروحي ، فهو مثل الشمس يزيح الظلمات ما أن يتصل بها ، وهو مصدر به حياة لكل الكائنات ويرمز للأنوار التي يصل إليها الروحانيون في درجة الإيمان "السائل"، فمثل الشمس (...) يرى هؤلاء كل ما يعيش تحت ضوء الشمس كإخوة ولا يحتقرون النور الأول لدوره الهام ، والنور الأول قد ينتقل من مكان لأخر ، قد يغير من شكله وقوته ، بينما نور الشمس يأتي دوماً من نفس المصدر ويظل ثابتاً عبر العصور .

النور الثالث هو مركز الموجودات ، هو نور الله ... ومن يجرؤ على وصفه؟
هو مجهول أكثر بريقأ من كل الأنوار مجتمعة، هو نور الحقيقة.
ومن يصل إليه يفقد ذاته ويصبح مثل نقطة ماء سقطت في نهر النيجر - بل في بحر سعته وحدوده لا منتهاه..."

ترجمة عن  " تيارنو بوكار ... حكيم باندياجارا"

هناك 4 تعليقات:

سميرة يقول...

وحشتيني جداااا

في رأيي المتواضع ..
انا بحاجة للنور الأول والثاني لكي اصل - او احاول الوصول - للنور الثالث.

كلنا بحاجة للنور حتى ولو كان بسيطاً

=====================

عجبني اوي كل اللي فات من تدوينات وخاصة ابي نواس

بيس

Zianour يقول...

منورة يا حاجة...
انتي فين يا زينة البنات؟؟؟

المهم تكوني بخير

سلم لي على القبيلة

نافر نافر

:))))))

تايه في وسط البلد يقول...

كيفك ام الأقمار

انا لم أتأخر عن البوست للحقيقة فقط (ركنت )قليلا كي اطيل التفكير في الكلمات

والحقيقة انني لا أنكر ان الادراك والحكمة هبة عظيمة وان كان الانسان يستطيع ان يهب نفسه اذا ما اصر علي العلو والسمو باستمرار

من الصلب الي السائل الي الفناء في الذات الالهية وفيه الخلود الابدي

ما برحتي تدهشيننا باختياراتك الرائعة

كل التحية والتقدير

Zianour يقول...

تايه في وسط البلد

اهلا وسهلا بيك

وفي اي وقت وللي يعجبك

....

وتعليقك دوما مميز

انعم الله عليك وعلينا بالانوار