كان أولى لنا أن نشبه قليلا بالملائكة
ألا ترين أن هؤلاء البشر لم يعودوا بشرا كما كانوا
صاروا مستنقعات كبيرة من الدماء
و أنت تعرفين أني أكره الدماء
لذلك فثيراني تشيخ في حظيرتها
لنجرّب إزدراد الأعشاب ربما تصيبنا الرحمة
الحيوانات أليفة كما يبدو
و الإنسان هو الضاري
و يوما ما ستطول أنيابه
و ستنبت في يده المخالب الجارحة.
..............................
هل قُدّر لهذا العالم
أن يكون على هذه الشاكلة؟
بعد عصور من الحجر و النحاس
بعد الروم و المايا
و أحفاد أمازيغ و آشور و جانكيس خان
بعد بابل و الفراعنة
بعد تاريخ مديد من الحروب و الأنبياء
بعد كل هذه الثورات و الانوار
ننتهي هكذا هجينين و حيارى
بأيد مرفوعة دائما إلى الهواء
و ألسنة ثقيلة عطّلها الخدر؟
............................
سنرفض هذا العالم
لأنه يرفضنا
وسنبقى غرباء إلى أن نموت
ليس لنا من خيار آخر
فالحمام الذي يطير من أيدينا
تصيبه دائما نيران صديقة
لم نعد نثق في الخشب
الأعمدة القديمة تتهاوى
النوافذ التي نفتحها بالنهار
يغلقها ظلام الليل
الأبواب ترتجف بلا سبب
و الكراسي هي الكراسي
الجذع الذي كان في الغابة
أصبح طاولة في البهو
و الذئاب التي كانت تتمسح به هناك
غيّرت فروها و ظلّت تتمسّح به هنا...
مقاطع من قصيدة للشاعر المغربي
عبد الرحيم الخصار
شكرا لمحمد !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق