الجمعة، 29 أغسطس 2014

ألفة

عنكبوتي الأليف
في زاوية السقف
يبادلني تحديقاً بتحديق
غير عابئ
بلعبة الظل والنور
على طول الأيام،
وبالجوار
تتعاقب أمواج موسيقى
تهطل نجوم قصائد،
وتنبت أيضاً
غابات أحلام
وأحراش خوف
تُنحر فيها
قرابين ملونة
على شرف الذكرى
والأوطان،
ثم يمر
صمت
ويحل
ظلام
ويهيمن
ليل ،
وأنا قابعة في تحديقي
لا أحيد عنه
ولا هو.

عنكبوتي الأليف
لا يجيب عن السؤال:
وأنت يا صديقي،
ماذا يمر بأيامك
بينما أنت
معلق
على الجدار؟

الأربعاء، 27 أغسطس 2014

معك

وفي الحلم
أقضي 
نهاراتي كلها 
معك،
لا أعبأ
بزوايا النور 
المتغيرة 
على حائط اليوم،
ولا بأوجاع العالم
الزاحفة 
بلا تلكؤ.

يروقني الحلم 
تروقني غاباتنا 
المتخيلة ،
ويدي في يدك
نسير في صباحات
لانهائية،
وديعة،
مضيئة،
هادئة،
تتلكأ فيها الأغاني
وتضيع مني أخيراً
الذاكرة،

ذاكرة العالم
التي عندما 
ينطفئ الحلم
- حتماً- 
تكون هي
الباقية ....

الأحد، 24 أغسطس 2014

تنورة السيدة العجوز

الحديقة المزهرة
على تنورة السيدة العجوز
تنفلت منها فراشات بيضاء 
على أجنحتها 
أشرطة 
تنثرالنجوم،

الحديقة المشمسة 
على تنورة السيدة العجوز
بها مقاعد متاحة
لكل هؤلاء المتعبين 
بلا مأوى،

الحديقة الملونة 
على تنورة السيدة العجوز
تتطاير على السلم الكهربائي
تاركة خلفها
جدول رائق
 يفيض
على ملابسنا الكالحة.

الأربعاء، 20 أغسطس 2014

تعالي هذا المساء

تعالي يا لبنى
لزيارتي هذا المساء،
سأشغل لكِ
Alfonsina y el mar
لمرسيدس سوسا 
حيث تنتحر شاعرة
في البحر،
سأحدثك عن 
مارينا تسفيتاييفا
وقصيدتها: "شكراً لك
كوني غير مجنونة بك"
والتي انتحرت بباريس.
سأحدثك عن
عدم الإهتمام 
عن جوهرية اللامبالاة،
عن ترويض المرارة 
حقاً بلا ضغينة.
تعالي نتحدث عن الأنثربولوجيا
والأساطير المؤسسة
للألم 
والحلم.

تعالي يا لبنى

هذا المساء:
لنرمي كل هذا الهراء خلفنا
وأفضل من كل ذلك،
دعينا نتوه 
في غابتي القريبة
الصامتة،
التي تطربني 
بلا كلمات،
تعالي نتأمل 
عند الغروب
أسراب العصافير 
حول البحيرة ،
أسراب النمل 
على الأشجار،
وكائنات أخرى دقيقة
لا أعرف اسمها 
تضئ الغابة في الظلام.

تعالي يا لبنى 

أحدثك عن بيت زياد
الذي يلاصق  
السماء،
لخاطري رسمه
كي أصعد على السطح
وتلمس يدي 
النجوم،
تعالي نصعد معاً
على سطح البيت
ونضحك مع شمس زياد
البرتقالية،
الساطعة للأبد،
ولندع العالم بالأسفل
يتهاوى 
كما يحلو له.

تعالي يا لبنى

هذا المساء
فقط
لعناق صغير 
عابر 
للمسافات ...

الثلاثاء، 19 أغسطس 2014

مرحباً

يخبرني
Google
أن غريباً ما 
ببلد بعيدة
يواظب على 
مدونتي تلك 
بحرص واهتمام.
فكرت أن أحتفي به
بكلمة صغيرة:
أيها الغريب،
القاطن بالبلد البعيدة،
مرحباً،
:)
كيف أصبحت؟

اقترب،
اقترب
حتى أراك ...

الجمعة، 15 أغسطس 2014

Robin Williams ...

تعرف يا روبن:
لم يكن من حقك هذا الموت الصاخب!
على الأرجح كان ملايين البشر يشاهدون أحد أفلامك ويقهقهون بينما تعانق الحياة هكذا لتصحبها معك وتقفز إلى الأبدية!
لماذا لم تختر موتاً سهلاً ولماذا لم تترك لنا خطاب وداع؟
 لماذا هذا الموت الإحتجاجي العنيف؟
لماذا لم تسمح للموت امتهانك وتركتنا هنا في امتهان مستمر من الحياة؟ 
لماذا يا روبن تبدو  ابتسامتك فجأة أنيناً أسأنا جميعا تفسيره؟!

تعرف يا روبن:
لا أحد ناقم عليك ..
كنا نظن أننا نضحك منك وعليك ، أنت المهرج (كنت)! 
لم يكن من حقك اختيار هذا الموت المخيف ، كان يجب أن تموت كمهرج : اوفردوز مخدرات أو كحوليات ، لم نكن لنهلع هكذا كنا سنفهم ونهز رؤوسنا بأسف ، ولكنك سخرت منا يا روبن وهذا يدعو للنقمة حقاً !
تعرف يا روبن:
مثلك أريد ان أغادر الحياة قبل أن تغادرني الحياة !
أريد موتاً لائقاً كمطلب أخير ..
عندها قد أغفر لك !
تعرف يا روبن:
لقد فضحتنا جميعاً،
لقد كشفت رغبتنا السرية في الرحيل! وكم نماطل في هذا العالم !
لقد كشفت جبننا أيضاً!


لقد وضعتنا جميعاً في مأزق ..
ماذا سنفعل الآن يا روبن ؟
You're free now
أما نحن فعالقون !!

الأربعاء، 13 أغسطس 2014

Super Moon

العدسات المتزاحمة
عند الغروب
لمطاردة 
القمر الهائل،
أوقعت به
أخيراً
ثم سجنته  
في صورٍ
متلاحقة ،
بعدهارحلت
وتركت القمرَ

وحيداً
في السماء ...

الثلاثاء، 5 أغسطس 2014

مدن

في المدينة 
الهادئة
نخوض الصباح
بالنهوض على 
رائحة القهوة،
ثم السير
في الشوارع الغائمة
تحت مطر الصيف
الخفيف
بالتواز مع موسيقى
المشغل
وأحلام تتناثر،
تتراص الزهور 
بجوار الفاكهة والجرائد
في الأسواق المرتبة،
ويصعد النهار 
برفق لاه
وأفق عريض،
ينمو عليه
حفيف أصوات
تهمس،
أنغام بيانو،
عناق محبين،
ونعيق غِربان
طيبة
في الغابات البعيدة...

في المدينة
الجميلة 
الهادئة
تلاحقنا
بالسياط
مدن كسيرة
ومارقة ...