كان يعمل بواباً لإحدى العمارات المجاورة
يقطع كل يومٍ ماراتونات ضاحكة للعيش و الخضار
بجانبى كانت هناك محطة ظليلة ،
مجموعة من القلل علقها جارى لعابرى السبيل
لا يستطعم بأى ماءٍ
إلا بهذا الماء الجماعى .
دائماً أحذيته تفوق قدمه عمراً و طولاً .
لسيره صوت خشن ،
و لكن هذه الغفوة في القدم
هى أكثر ما تشعرنى بطيبته
هى و غفوة في لسانه
يتكلم فتهرب الحروف بغير رجعةٍ .
فى إحدى المرات ، أشار إلى جزءٍ من سبابته
و أخبرنى بأن حبة بحجم الفاصوليا
نبتت في رأس زوجته .
أعاد علىّ ما أخبره به الطبيب .
الطبيب أيضاً كان يرى الحقول
التى يحتفظ بها في يده و تحت أظافره .
أثناء مروره ، أستوقفه
و أسأله عن مصير حبة الفاصوليا .
يهز يده يميناً و يساراً
كقارب منسى وسط المياه .
يده المرتعشة كانت أكثر حكمة .
من سيره بدأت أحدس بمصير تلك الحبة ،
أحياتاً أستوقفه
أحياناً أتركه يكمل رحلة الجمع و الطرح إلى البيت
و لكن في كل الأحيان
لم ييأس من حبة للمياه و الظل .
صار سؤالى محطةً لى أيضاً
شهور و القارب يمتلىء بالمياه
تميل اليد’ إلى ناحيةٍ واحدة .
فى يومٍ أزهرت حبة الفاصوليا
و عاد برأس زوجته إلى موطنها في الحقول .
علاء خالد
كرسيان متقابلان